حكم عن الورد و الزهور
الأزهار والورود تشكّل عالماً قائماً بذاته، وعندما نقف أمامها يتكشّف لنا كلّ ما يضجّ به هذا العالم ويدهشنا. إنّ الورود من أفضل الطّرق للاعتذار، لأنّها تبثّ ما في القلب. الورد هو الحياة يحمل العديد من الّلغات الخاصّة به، فللورد روح، وللورد كبرياء، وللورد جمال، وللورد حبّ، وللورد ذكاء، وللورد أنوثة وحنان، وللورد تواضع، وله العديد من الّلغات حين تتعطّل لغة الكلام. الورد مرسال سلام يساهم في التّقارب وازدياد الألفة بين النّاس. حين تتعطل لغة الكلام، الزهورعالم ينطق بجميل الشعور. كما تقاس حضارة الشعوب على أساس ما تستهلكه من زهور، تقاس رقة الفرد بعدد ما يهديه لغيره من ورد. للزّهور لغة تعبيريّة خاصّةً عندما يغيب الكلام ويصعب التّعبير، وتجفّ الأقلام ويتلعثم الّلسان، فتبقى وحدها نضرةً زاهيةً لتحمل معاني التّعبير. الورد بجماله وبهائه لا يتعالى ولا يشعر الآخرين بتفوّقه، فكلّ النّباتات تدرك مدى جماله وروعته، ولا يبخل على كلّ ورقة خضراء تطلّ برأسها إليه، حتّى قطرات الندى، لذلك فالورد يستحق الجمال. الزهور هي التي أوحت لريشة الفنانين بخطوط ومعالم رسم لوحاتهم، وألهمت الشعراء بنظم قصائدهم، واستحضرها الأدباء والفلاسفة في سرد وتدوين قصصهم، هي التي قرّبت القلوب ولطفت برحيقها أجواء الحروب، شيّدت امبراطوريات، وذهبت بسلاطين إلى خارج سدّة الحكم. تربّعت الزهور على العرش في مملكة المشاعر، وظلّت الترجمان الأكثر طلاقة بين المتحابّين. الورد هو ملك الزهور بأنواعه المختلفة التي تناهز الخمسين نوعاً، وهو رمز الحب، والسعادة، والفرح. الورد مرسول سلام يساهم في التقارب وازدياد الألفة بين الناس. زهرة واحدة يمكن أن تذكّي عاطفة متأججة، أو تخفف من غيرة حمقاء، أو تقوّض أركان مرض ما. الزهور تهذّب النفس والروح ، كلما نظرنا لها نتعلّم درساً جديداً، سبحان من أبدعها. عند مشاهدتك للورود ينتابك إحساسٌ جميل، كأنّه شخص يقول لك سأجعل الحياة جميلةً من أجلك. الحبّ كالوردة الجميلة، والوفاء هو قطرات النّدى عليها، والخيانةُ هي الحذاء البغيض الذي يدوس على الوردة فيسحقها. إنّا نحبّ الورد لكنّا نحبّ الخبز أكثر، ونحب عطر الورد لكنّ السنابل منه أطهر. الورد هو تعبير عن التفاؤل والسعادة. هناك من يتذمّر لأنّ للورد شوكاً، وهناك من يتفاءل لأنّ فوق الشّوك وردة.