شعر نزار قباني عن الورد
عز الورود، وطال فيك أوام. وأرقت وحدي، والأنام نيام. ورد الجميع ومن سناك تزودوا. وطردت عن نبع السنى وأقاموا. ومنعت حتى أن أحوم، ولم أكد. وتقطعت نفسي عليك، وحاموا. قصدوك وامتدحوا ودوني اغلقت. أبواب مدحك، فالحروف عقام. أدنوا فأذركما جنيت فأنثني. خجلا تضيق بحملي الأقدام. أمن الحضيض أريد لمسا للذرى. جل المقام، فلا يطال مقام. وزري يكبلني، ويخرسني الأسى. فيموت في طرف اللسان، كلام. يممت نحوك يا حبيب الله في. شوق، تقض مضاجعي الآثام. أرجو الوصول فليل عمري غابة. أشواكها، الأوزار، والآلام. يا من ولدت فأشرقت بربوعنا. نفحات نورك، وانجلى الإظلام. أأعود ظمئانا وغيري يرتوي. يرد عن حوض النبي، هيام. كيف الدخول إلى رحاب المصطفى. والنفس حيرى والذنوب جسام. أو كلما حاولت إلمام به. أزف البلاء فيصعب الإلمام. ماذا أقول وألف ألف قصيدة. عصماء قبلي، سطرت أقلام عبارات عن الزهور الشخص الوحيد الذي لن أنساه هو أنت لذلك أنا أحبك يا وردتي. هل تزرعين الورد في وجنتيك أم أنت خُلقتي هكذا أنثى بثغر لايكفُ عن التورد دائمًا. أنت الورد يا نبض الوجود، و أعذب شجونه. سأجمع اليوم الورد إلى عينيك أم خدّيك لا تخجل فالورد أنت و حدائق الورد في خدّيك والشّمس تشرق من محيّاك فكفّ عن الخجل. وكأنَّ قلبها خُلِق من الورد كلَّما نبضَ نبضة ملأَ المگان عطراً. لك أجمل باقة ورد حمراء، وأقول لك أنت تحتل مساحات روحي، و أنت تجددين النبض في قلبي. كل يوم معك هو عمر كامل، كل يوم تهديني ورود كلامك، وهمس قلبك هو عيد لى ولقلبي فلا تحبني يوماً واحداً، أحبنى عمراً كاملاً. الطريق المفروشة بالورد لا تقود إلى المجد. في قلبي زهرة لا يمكن لأحد أن يقطفها. إن المرأة والزهرة توأمان يضفيان السعادة والبهجة على الكون بأكمله. بالفكر يستطيع الإنسان أن يجعل عالمه من الورد أو من الشوك. أدرب قلبي على الحب كي يسع الورد والشوك. الشخص المثالي: رجل يلاحظ أن رائحة الوردة أفضل من الطماطم ويستنتج أن حساء الورد سيكون أفضل. ما أجمل راحة البال في حديقة الورد. وبسمة العيد فيها الورد منتشر، والزهر مزدهر يلقي بأنفاس، تراقصت كلمات الشعر من فرح، والطير غنى وأشجى كل إحساس. يلتصق أريج الزهرة باليد التي تقدمها. الورد عندما مضى أوانه وماتت روضته، فلن تسمع البلبل بعد يروي سيرته. أيها المُساَفر اشتري الورد لعلَك تُقاَبل في الطريق مَن يَستحقُه.